الأربعاء، 20 جانفي 2010

أحلام قلب موءود

أحلام قلب موءود

كان يوما ربيعيا مشمسا , من تلك الايام التي تشعر الانسان برغبة في الحياة وفي الحب و بشعور بالدفيء و السعادة واقبالا علي كل شيء من حوله . خرج سعيد من منزله كالعادة متجها الي المقهي القريب من منزله الذي تعود علي الجلوس فيه وتنازل فنجان قهوته اليومي و الاطلاع علي الاخبار اليومية من الجرائد التي اصبحت جزء من حياته .

في طريقه الي المقهي الذي لا يبعد كثيرا علي بيته . اقتني سعيد الجريدتين التيت تعود علي قرائتها كل صباح ثم ذهب بالي المقهي حيث استقبله عمي رشيد بابتسامته العريض المعتادة وسؤله

واش قالو اليوم ... في محاولة لمعرفة القليل من الاخبار التي تكون قد تضمنتها الجرائد فعمي رشيد لا يجد الوقت في مثل هذه الساعة لقراءة أي شيء فالزبائن كثر وكلهم علي عجل ولا يتوقفون عن المطالبة بالاسراع بطلباتهم من قهوة وحليب وغيرها .

لكنة السعيد لم يشفي فضول عمي السعيد باجابة مقنعة فقد ابتسم فقط واخبره انه لم يقراءها بعد ثم طلب فنجان قهوته المعتاد وذهب للجلوس في الخارج فالجو اليوم رائع والشمس دافئة ويجب ان يستغل الانسان هذا الجو الرائع لكي يستنشق بعض الهواء العليل فمنذ مدة طويلة لم يكن الجو بهذا الدفئ فقد مرت علينا شتاء شديدة البرد .

اختار السعيد مكان في الخارج تحت اشعة الشمس مكان كان بامكانه ان يشاهد من خلالة كل المارة في الرصيف المقابل فلا يوجد اجمل من ان يرتشف الانسان قهوته وهو يشاهد الناس في الخارج المتجهين الي اعمالهم . ان الساعة الان مازالت السابعة فهناك القليل من الوقت لقراءة الجرائد ايضا . مسك السعيد الجريدة ونضر الي صفحتها الاولي فوجد خبر كبير عن اضراب وطني عام وبعض العناوين عن الازمة الاقتصادية وعن اسعار النفط , فتح الجريدة وحاول البحث عن أي اخبار تستحق القراءة او أي اعلانات عن مناصب اعمال شاغرة , فالسعيد يعمل لكن عمله لا يرضيه فهو في بحث مستمر عن منصب عمل احسن يتماشي مع مستواه الدراسي بعد ان اضطرته الحاجة الي العمل كحارس في مدرسة وهو الذي له دراسات جامعية تفوق مستوي مديره لكن وكما يقال مجبر اخاك لا بطل .

واصل السعيد قراءته للجريدة وحاولاته الفاشلة في العثور عن أي خبر مفرح او بصيص امل قد يغير مجري حياته لكن دون جدوي فاخبار اليوم هي نفسها اخبار الاسبوع الفارط اخبار كل يوم وكل اسبوع , قوانيين وقرارات جديدة هدفها تحسين مستوي المعيشة ووعود من وزراء بانهاء كل المشاريع في وقتها رغم ان كل المشاريع عمرها من عمر الوزراء , اجتياحات في اسر ائيل وقنابل في العراق وقصف في افغانستان وتهديد من امريكا واحتجاجات هنا وهناك واغلاق للطرقات في بعض البلدات , وحودادث مرور .

اصبحت جرائدنا تصيب الانسان بالاكتئاب) قال سعيد في نفسه وهو يطوي الجريدة ويرتشف بعض القهوة الساخنة ) .

نضر السعيد في ساعته فوجد ان الساعة تشير الي السابعة و10 دقائق فاستاء كثيرا من السرعة التي قراء بها جريدته وهو الذي كان ينوي ان يقضي في احضانها بعض الوقت خاصة ان كوب القهوة وصل لتوه , لكنه في النهاية قرر ان يكتفي بمشاهدة المارة وشرب القهوة فهذا اريح للاعصاب , وبقي جالسا تحت اشعة الصبح اللطيفة يشاهد الناس الماريين بالقرب منه لعله يتعرف علي احد الاصدقاء الماريين فيدعوه لشرب القهوة و الحديث قليلا لكن كل الذين مرو كان بعض الاطافل الصغار المتجهين للدراسة بمحافضهم الثقيلة و بعض العمال المسرعين الي مراكز عملهم و الذين يبدو انهم يعملون في مكان بعيد عكس السعيد الذي كانت المدرسة التي يعمل بها علي مسافة خمس دقائق من هنا .

و لهذا قرر مواصلة الجلوس و مشاهدة هذا المسلسل البشري الذي يمر عليه كل يوم من عمال وتلاميذ وطلاب وسيارات , و و ... فجاءة توقف السعيد عن التنفس وعدل من جلسته المائلة ومن هندامه ودفع الطاولة التي امامه واصبح اكثر اهتماما بما يدور من حوله من احداث . لقد لمح السعيد ملاكا او جنية جميلة تمر من امامه . كانت فتاة فائقة الجمال ذات بشرة بيضاء نضراء وشعر شديد السواد كانت تتلعب به نسائم ذالك الصباح الذافئ . حول السعيد ان لا يثير انتباها ولا يسعرها بانه ينضر اليها ولكن جمالها كان فائق وسحرها جعل السعيد مدهوشا امام هذا الكائن الصباحي الرائع الذي يتمني ان انسان ان يصبح بنضرة الي وجهه االبريء . كان يبدو علي تلك الفتاة انها طالبة اكيد انها متجهة الي جامعتها , لطالما جذب السعيد الي الفتيات المثقفات والمتعلمات , كما ان الادب وحسن الاخلاق كان باديا عليها من مشيتها وملابسها فحسب السعيد فقد اصبح يتعرف علي حسن اخلاق النساء فقط من مشيتهم و مظهرهم . شعر السعيد فجاءة بتسارع نبضات قلبه وتمني لو كان بامكانه ان يقطع الطريق ويتجه نحو هذه الحورية التي تمر امام عينيه , وهم ان يقوم ثم تذكر كل خيبات امله مع النساء وكل الفتيات الذين رفضن الارتباط به او اقامة علاقات به بسبب وضعيتهم الاجتماعية والمادية تذكر كل هذا وشعر ورة اخرب بخيبة امل كبيرة ممزوجة بانعدام للثقة في النفس , وبقي يشاهد تلك الفتاة وهي تمر بشميتها الساحرة من امامه وكانعا حياته التي مرت كذلك امام عينينة و البسرعة نفسها وهاهو يبلغ الثالثة والثلاتين ولم يستطع حتي تكوين اسرة في ما كل اترابه اصبحو اباء , تذكر كل المرات التي اعجب فيها بفتيات قبلها ورغب في الارتباط بهن لكن تردد مثل اليوم تذكر كل النساء اللاواتي كان يكتفي بمشاهدتهن من بعيد وتمنيهن في احلامهم في جاء غريره وخطفهن بكل سهولة وقد ةكانت وضعيتهم اسوء من وضعيته لكن كانت لديهم الشجاعة الكافية لمواجهة هذا الجنس الذي يسمي نصفه الاخر لكنه لا يعرف عنه شيء .

تشجع السعيد ودفع الطاولة من امامه عدل من هندامه نضر لنفسه في زجاج المقهي وهو يقف ويهم للخروج من المقهي و اللاحق بعمره او من تبقي من عمره , حاول التعديل من مشيته وهو يلحق بها , كانت نبضات قلبه تزداد قوة كلما اقترب منها حتي انه شعر ان قلبه سيتوقف او ان الجميع يسمع نبضات قلبه من شدة قوتها , في النهاية لحق بها من الخلف وهو يشاهد شعرها الذي كان يهتز و خصلاتها التي كانت تستمتع بتركها تسقط علي وجهها وتزيد من جمالها .

اقترب منها السعيد والقي عليها التحية

صباح الخير يا جميلة هل يمكن ان تسمحي لي بالكلام معك قليلا

فلتفتت اليه ونضرت في عينيه ولم تجب لكنه بقيت تنضر اليه. شعر السعيد انها سترفض الحديث معه وشعر ان كل من حوله من الامرة ينضر اليه باستخفاف

لكنها في النهاية ردت وقالت له /نعم ان اردت لكن نتحدث ونحن نمشي فللاسف ليس عندي وقت فيجب ان الحق بحافلة النقل الجامعي قبل ان يكثر الطلبة ويستحيل ركوب واحدة منها وتضيع مني المحاضرة.

شعر السعيد بسعادة غريبة وهو يسمع صوتها الناعم واحسن انه يملك املا كبيرا هذه المرة

بداء يحدثها عن نفسه وعن اسمه وعن تخصصه في الجامعة وعن الضروف السيئة التي جعلته مجبرا علي العمل كحارس في مدرسة وكانت هي منتبهة لحديثة ومنصتتة له بكل اهتمام وهذا مازاده شجاعة واكمل حديثه وسرد عليها تلك الدباجة التي تعود الرجال علي القائها علي الفتيات في مثل هذه المواقف لاثبات حسن نيتهم وكان النساء يحفضنها عن ضهر قلب لكنها كانت تملك مفعولا سحرا علي كل النساء , اخبرها السعيد بانه شخص جاد و ليس من ذلك الشباب الطائش الذي يريد ان يقيم علاقات عابرة او يمضي وقت ممتع مع بنات الناس , وقد كان في نفسه صادق فالسعيد لم يبقي له وقت في الحقيقة ليضيعه او يمضيه فقد مضي عليه الكثر من الزمكن وهو يتفرج وقد قارب ان يصبح يعيش الوقت الظائع من عمره ان لم يستقر وياسس اسرة بسرعة .

لن يشعر السعيد باي رفض من تلك الفتاة بل كان منتبهة لكلامه وتستمع له بكل اهتمام وكان السعيد كلمكا تحدث اكثر كلما زادت ثقته بنفسه واصبح هو من يوجه الحديث لكن الطريق انتهي بسرعة ووصلت بسرعة مع الفتاة الي موقف الحافلات وكان يجب ان يفارقها لكي تذهب الي دراستها . لكن لا يمكن لهذا ان يحدث دون الحصول علي رقم هاتفها والا لكان كل تعبه قد ذهب هباءا . فاسلها بكل لهفة

لقد وصلنا بسرعة الي موقف الحافلات لم اشعر بالوقت اتمني ان لا اكون قد ازعجتك

فاجابته بسرعة

لا لا عليك انا ايضا سررت بتوصيلك الي فلم اشعر ايضا بالوقت سعدت كثيرا بالحديث معك

فتشجع السعيد مرة اخري وطلب منها رقم هاتفها فلا يمكن للفتاة مثلها ان لا يكون معها هاتف نقال

هلي بطلب منك .

نعم تفضل .

اريد الحصول علي رقم هاتفك ان لم يكن هذا يزعجك طبعا

فابتسمت الجميلة وابستم معها قدر السعيد واخرجت قلما من حقيبتها وامسكت يده وكتبت عليها رقم هاتفها وكتب تحت الرقم اسمها

كان اسمها اميرة ,وكانت اميرة فعلا في نضر السعيد كان اول اميرة تحتل قلبه غير المستقل منذ سنوات طولية .

كان خطها جميل جمال منضرها دافئ دفئ صوتها وساحر سحر اسمها , بقي السعيد واقف في المحطة ينضر اليها وهي تصعد الي الحافلة ويطمئني ان الحافلة قد انطلقت في امان وكانه يوصي الحافلة ان تعتني بها فهو لم يصدق بعد انه في النهاية وجدها .

اسرع السعيد واخرج هاتفه وسجل فيه رقم هاتفها خوفا من ان يغسل يديه ويزيل الحبر الذي رسمت به تلك الارقام والحروف . رغم انه كان متاكد من انه لن يغسل اليوم يديه بعد ان لسمت يديها وعلق فيها البعض من عطرها , لن يغسل يده التي خطت عليها الجميلة اسمها ورقم هاتفها .

امضي السعيد اليوم باسره يتامل في يده ويعيد التاكد من انه كتب فعلا رقمها في هاتفه وانه لم يخطئ في تسجيله , غير مصدق لما حدث له اليوم و السعادة تغمر قلبه الذي لم يشعر بهذا الشعور منذ زمن طويل .

في المساء سارع السعيد الي غرفته واغلق باب غرفته الذي لم يغلقه من قبل واتصل بها .

رن هاتفها لعدة مرات لكنها لم ترد , اعاد السعيد الاتصال مرة اخري وقد بدئ الشك و القلق يدخله و يتسائل عن سر عدم ردها عليه .

لكنها في النهاية ردت عليها بصوتها الذي اشتاق اليه السعيد بهذه السرعة يبدو انها كانت تتعمد ان تجعله ينتضر قليلا قبل الحدث اليه , في محاولة لكي تبدي له ثقلها ورزانة شخصيتها ولكي لا تضهر له انها كانت تنتضر اتصاله وانها لم تعرف الرقم و لاختبار صبره واصراره علي محادثتها .

لكن في النهاية تحدثت اليه وتحدث هو اليها وافرغ الاثنان جعبتها وكانا كل مرة يتعرفان فيها اكثر علي بعضها وعلي طباعها الي ان اصبح يشعران انهما طالما كانا يعرفان بعضهما . ولم يمضي بعد اسبوع علي تعرفهما .

حدثها السعيد عن كل تفاصيل حياته عن الراتب الذي يتقاضاه عن طموحاته في الحياة عن ظروفه العائلية عن الغرفة التي أعطاها له والده في بيت العائلة لكي يتزوج فيها إن رغب في ذلك شرح لها كل شيء عنه وهي ايضا حدثته عن كل شيء في حياتها رغم قلة ما تفاصيلها لصغر سنها وبساطتها بساطة احلامها , لم تكن فتاة شديدة التكلف ولا من الفتيات اللواتي يردن عريسا جاهزا بكل شيء فقد كانت تبحث عن رجل تبني معه حياتها وعائلتها حجرا حجرا لم تكن لها مطالب كثيرة . وهذا مازاد من تعلق سعيد بها وحبه لها بدء يزداد يوما بعد يوم وهي ايضا اعجبت بشخصيته الطيبة ونضجها اعجبت بخجوله وبساطته اعجبت بكل تفاصيل حياته التي كان يرويها عليها في قالب فكاهي زاد من حلواتها رغم انتقاصها لابسط الاشياء .

في النهاية قرر السعيد ان يتقدم لخطبتها من والدها وان يرتبط بها باسرع وقت , زكانت كل الامور تسير كما يريده السعيد وكان الحياة قد ابتسمت له والحظ اصبح الي جانبه اخيرا بعد ان كان مع غيره لمدة طويلة , فوالد اميرة كان انسانم بسيطا لكنه متعلم ككل البسطاء هذه الايام فلم يكن من النوع الذي يقرر في هذه القضايا مكان ابنته كما انه لم يكن يجد في السعيد أي شيء يمنع زواجه خاصة انه وجد فيه الشاب الطموح الراغب في تحسين حياته , واحس بحب السعيد الشديد لابنته فلم يكن يملك الا ان يسأل ابنته عن رايها اما باقي الامور فقد سارت برسعة شديدة فكلم التفاصيل الاخري من عرس وتجهيزات تكفل بها السعيد وبعض اقاربه الذين ساعدوه خاصة ان مطالبه لم تكن كثيرة فغرفته لم تكن للتسمع للكثير علي كل حال .

وهاهي اميرة تدخل غرفة السعيد باسرع ما كان يتوقع . وهاهو السعيد قد اصبح متزوج وهو غير مصدق ان الزواج الذي كان بالنسبة له حلما صعب المنال , تحول الي حقيقة بهذه السرعة وهذه السهولة .

مر ت الايام سعيدة بينهما وكانا يشعران ان الحياة لا يمكن ان تكون اجمل مما هي عليه الان فأخيرا لقد جماعهما سف وجدران واغلق عليهما باب . ولم يعودا في حاجة الي المحادثات الطويلة عبر الهاتف فقد اجتمعا حبهما الذي ولد بالصدفة , سرعان ما كانت اميرة حامل وكم كان سعيد سعيدا بهذا الخبر فلطالما تمني ان يكون ابا وان يشاركهما غرفتهما الصغيرة طرف ثالثل هو ثمرة هذا الزواج و هذا الحب , هذا الحب الذي عجل بقدوم طفلة كانت جميلة جمال امها احتلت قلب سعيد وجعلته حياته اكثر استقرارا ومسؤولية , طفلة قرر سعيد ان يلقبها فاتنة فقد فتنت قلبه وقلب كل من شاهدها .

كانت الحياة بين سعيد واميرة بعد قدوم فاتنة اصبحت اكثر هدوء ورزانة فقد غاب عن بيتهما الجنون وخفت شعلة الحب التي كانت بينهما , فقد اصبحت الحياة اكثر صعوبة ومتطلبات الحياة بدات تزداد , وكانت فاتن كلما كبرت كلما كبر حب والديها لها وكلما كبر معها عمرهما فقد قارب سعيد علي الاربعين وهاهي فاتن تدخل اول مرة الي المدرسة .

لقد مر الوقت بسرعة ولم يشعر سعيد ولا اميرة بالزمن الذي كان يجري حولهما ولا بالعمرهما الذي كان يمر سريعا هو الاخر , فكلما كبرت فاتن كلما زادت غرفتها ضيقا وكلما ازدادت مشاكل السعيد وزوجته معه الحياة ومع والدته التي كانت تطالبه بترك البيت والبحث عن شقة للكراء فهي لم تعد تحتمله لا هو ولا زوجته ولا حتي ابنته وسرعان ما وجد سعيد نفسه ملزما باكتراء شقة اخري اوسع قليلا خاصة ان اميرة كانت حامل في ابنهما الثاني .

كان الحب نعم فقد اصبح الحب في كان فلم يعد تقريبا يمكن رايته فالحياة اصبح بينهما مملة و ألية الي ابعد الحدود , قد لا يكون الحب قد اختفي من حياتهما في الحقيقة لكنه ترك مكانه لاشياء اخري واحتل هو مكان اخر مكان لا يكاد يري فيه ولا يسمع له فيه صوت فمشاغل الحياة وممتطلباتها كانت كلم يوم اثقل من ذي قبل و الزمن يجري بينها و الاولاد يكبرون بسرعة , و كل تلك الحميمية والسعادة التي كانت بينها تختفي تدريجيا ز اصبح كل شيء بينهما متروك للعادة فحتي حبهما اصبح عادة تعودا علي فعلها كل يوم بكل حياتها اصبحت مجرد عادة , كحال معضم الازواج في بلادنا كحال والديهما واجدادها فحتي الحياة عندنا اصبحت عادة فنحن نعيش ونحي فقط لاننا تعودنا علي الحياة لا اكثر ولا اقل .

كان كل يوم يمر يشعر سعيد بانه فقد كل حلاوة الحياة , كان ينضر كل صبح الي وجه اميرة ويتذكر ذلك الوجه الملائكي البرئي االذي افتقده منذ سنوات تلك الحيوية والطفولة التي كانت اميرة تعج بها وتبثها في حياة سعيد وفي بيته هي ايضا اختفت فقد اصبحت اميرة مجرد ام و امرأة بيت ككل النساء القابعات في البوت كل همهم هو الغسيل والمسح والتذمر من الأولاد . كان السعيد في داخله يشفق علي اميرة ويحس بتانيب الضمير اتجاهها ففي النهاية فقد كان هو سبب كل ما كانت تعانيه ففي النهاية هو من ادخلها حياته التعيسة . لم يكن سعيد يتوقف عن التفكير في ما الت اليه الحياة الجميلة التي كان يخطط لها و الزوجة الجميلة التي كانت تشعل فيه كل مشاعر الحب و الجنون لم يعد يكاد يتعرف لا علي نفسه في المراءة ولا علي وجه زوجته التي كانت توقضه كل صباح بباتسامتها الطفولية الرائعة التي اختفت وجمالها الانثوي الاخاذ الذي لن تبقي منه الا الذكريات الجميلة .

مرت السنوات بسرعة ومازال حياة سعيد كما كانت عليه مجرد انسان تعود ان يعيش بشكل ما , عشرون سنة مرت بحلوها بمرها نسي سعيد كل شيء عن قصص االحب الجميلة والسعادة الاسرية , فهو الان اب لبنت جميلة تدرس في الجامعة وولد في سن المراهقة صعب المزاج وكثير المشاكل , وكل هذه هي التزامت اخري يجب علي سعيد القيام بها وايجاد حلول لها دون تقصير . ولكن السعيد ورغم كل هذه الحياة المليئة بالمشاغل والمسؤوليات الا انه حاول ان يحافظ علي البعض من عادات الشباب التي كان يمارسها ايام الحرية , فمازال السعيد يستيقظ علي السابعة ويخرج من منزله ويتجه الي نفس المحل لشراء جرائده ثم يجلس في مكانه القديم علي حافة الرصيف في مقهي عمي رشيد ويشاهد المارين من امامه ككل يوم وهو يتذكر ذلك اليوم الذي مرت فيه ملاك من امامه وسلبه قلبه وعقله ثم اختفي وتركه وهرب امام هذه العادة الحياتية .

لكن اليوم وقبل خروجه من البيت وعلي غير العادة اوقفته اميرة وقالت

لقد اتصل بك احد الاشخاص وسال اين بامكانه مقابلتك واخبرته بانه سيجدك في المقهي بين السابعة والثامنة فلا تستعجل في الذهاب يا سعيد فانا اعرف انه ان لم يجدك في المقهي فلن يستطيع الجلوس اليك في أي مكان خاصة انه يقول ان الامر مهم وانت لا يعثر عليك ابدا طوال اليوم .

استغرب سعيد وقال /من هذا الشخص الم يقل اسمه ؟

لا لم يقل

خرج سعيد وهو يستغرب من هذا الشخص الذي يبحث عنه وساتي لمقابلت في هذا الوقت المبكر , من يكون يا تري وماذا يريد مني . ثم اتجهت كعادته الي المقهي وطلب قهوته وجلس يقراء الجرائد التي مل من اخبارها ويشرب قهوته وينتضر قدوم هذا الشخص ليقالبه .

لم يطل جلوس السعيد في المقهي حتي وجد شخص يقف امامه ويمد له يده للتحية . كان شابا في مقتبل العمر يرتدي لباسا انيقا ويبدو عليه التردد وبعض الخوف , تسائل سعيد من يكون هذا الشخص يا تري الذي كلف نفسه كل هذا العناء والنهوض الباكر وارتدي كل هذه الللسبة الانيقة لكي يقابلني , سلم سعيد عليه مساله ماذا يشرب فطلب الشاب قهوة ايضا وجلس امام السعيد محتارمترددا ينضر اليه ولا يجد ما يقوله . فزاد هذا من شكوك السعيد حول شخصية هذا الشاب . لكنه لم يجد من اللائق ان يسال الشاب من يكون وماذا يريد لكنه نضر اليه نضرة كانت بمثابة السؤال . بعد طول تردد تكلم هذا الشاب مقدما نفسه ومحاولا ان يعرف السعيد بعائلته وعمله واين يسكن لكن السعيد كان غير مهتما بكل هذه التفاصيل بقدر ماكان مهتما بما يريده هذا الشاب منه لكن ترك الشاب ينهي حديثه احتراما له لكي لا يقاطعه قال له / متشرف بمعرفتك يا ابني لكن في ماذا يمكنني ان افيدك ؟

تمسر الشاب في مكانه وارتبك مرة اخري وبقي يتمتم لكن بعد جده طويل وسط حيرة السعيد نطق الشاب واخبره بانه يريرد الزواج من انته فاتن وجاء ليخطبها منه ويعرف رايه قبل ان يرسل عائلته رسميا .

كان هذا الخبر كالصاعقة التي نزلت علي السعيد واحس فجاءة انه بشعور غريب لا يعرف سببه ولا ما هو لكنه لم يعد يشعر بارتياح , فهل يعقل ان ابنته الصغير فاتن ستتزوج الان عل يعقل ان الزمن مر بهذه السرعة واصبح السعيد كبيرا لهذه الدرجة .

سكت السعيد قليلا ثم قال / لكنك تبدوا صغيرا علي الزواج يا ابني

كلنا نبدو صغارا عند زواجنا لكن لا تخف يا عمي فسن ة او سنتين لن تفرقني عن ابي ههههه

كانت لدي الشاب روح الدعابة لكنه قال الحقيقة التي ؤكان السعيد يجهلها فالزواج فعل فعلته علي احسن وجه مع سعيد الذي لم يري حتي من اين اتته الضربة

لكنه استرجع انتباهه وساله مرة اخري وساله هل تملك شقة هل انت تعمل هل انت قادر علي تحمل مشاق الحياة الزوجية فالامر ليس سهل

هنا ارتبك الشاب مرة اخري وقال / لقد منحني ابي غرفة في بيتنا العائلي لكي اتزوج فيها اما عملي فانا اعمل حارس في مدرسة لكنني متعلم ولي طموح بناء اسرة صغيرة تدريجيا مع من ستشاركني حياتي .

تذكر السعيد نفسه عند رايته لهذا الشاب وتذكر زوجته كيف كانت وكيف اصبحت تذكر حياته الذي مرت تكر كل هذا ثم تكر ابنته الجميلة التي تعب لاجلها ولكي يوفر لها كل شيء تخيل انها ستعيش نفس الظروف السيئة التي عاشتها امها معه ان هي ارتبطت بهذا الشاب , غلي الدم في عروق السعيد

هنا قفز السعيد من مقعده وبداء يصرخ علي الشاب عن أي طموح واي غرفة واي وظيفة تكلمني يا ابني لقد قلت منذ قليل انك بعد سنتين زواج تصبح بسن والدك فكيف ستوفر كل مطالب الزواج وانت الان لا تلك شيء وتريد ان تحقق هذا بعد ان تتزوج

اسمع يا ولدي الزواج لم يخلق لنا ولامثالنا ابقي عازبا احسن لك أو تزوج وانت تملك كل شيء عسي ان تتمتع بحياتك بعض الوقت حتي وان كنت حينها شيخا لكن لا تحلم بان اعطيك ابنتي وانت علي حالك غير هذي انساها , قالها وهو يقذف بفنجان قهوته وجرائده علي الارض .

هنا جاء عمي رشيد صاحب المقهي يجري ويصرخ علي السعيد ماذا اصابك هل جننت؟ اضن ان هذه الجرائد واخبار الحوادث والقنابل ستاثر علي عقلك ماذا فعلت لك فناجيني ؟

حول السعيد ان يشرح له ما حدث لكنه لم يجد أي اثر لذلك الشاب الذي كان يريد الزواج من ابنته .

لكن عمي رشيد اكمل الحديث وهو يصرخ بتذمر / كثر المجانين في بلادنا كل يوم يهب واحد قالها و هو يتحدث مع بعض الزبائن ثم واصل / قاعد وحدو وحدو ويقول غير هذي غير انساها ويكسر في الكيسان .

هنا انتبه سعيد لما حدث له فاصلح هندامه وحمل جريدته من الارض بعد ان ازال عنها القهوة االتي سالت علي صفحاتها ونضر في صفحتها الاولي فوجد خبر كبير يتكلم عن اضراب وطني عام .

هنا عاد سعيد للواقع فقد كان ما يزال جالسا تحت اشعة الشمس الربيعة يرتشف قهوته منذ 20 سنة لم يبرح مكانه ولم يتزوج ولم يكلم أي احد فقد بقي يشاهد تلك الفتاة الجميلة وهي تمر من امامه وتاخذها معها وهم كاد يفقده عقله لكن الحمد لله انه مجرد وهم وقف السعيد من مكانه واتجه الي عمي رشيد ليدفع له ثمن القهوة والدمار الذي احدثه وهو يقول في نفسه الحمد لله ان الامر توقف هنا فان كانت قدر مرت بي اربع حسنوات ربما لكنت تزوجت و اتممتهم مثي وثلاث ورباع , يالها من عادة سيئة عادة الجلوس في القاهي والتلصص علي المارة بالنضر خاصة الحسنوات , رحم الله امرء عرف قدر نفسه

دفع السعيد ثمن القهوة وهو يوقل لعمي السعيد سامحني يا عم يلعن ابو الزواج , قالها وهو يسمع جرس المدرسة يدق فعرف انه تاخر عن عمله وفاتته تحية العالم وقد دق الجرس احد غيره اليوم وهذا يعني انه من الماكد سيتعرض لتوبيخ شديد من مدير المدرسة التي يمعمل فيها علي تاخره لكن السعيد كان فعلا سعيدا فقد فرح يتجريبه الزواج من مقعد المقهي , فهو الان يعرف كل شيءعن تفاصيل الزواج دون حتي ان يتزوج فامر كهذا يسنحق معاناة التعرض للتوبيخ من ذلك المدير الغبي

في المساء عندما كان السعيد يعود من عمله للبيت التقي مرة اخري بنفس الفتاة الجميلة التي شاهدها في الصباح لكن هذه المرة لم تثر فيه أي مشاعر اعجاب او حب , فقد كان السعيد كمن يري شخصا تعود علي رايته دائما رغم ان الفتاة كانتن لا تزال تحتفض بكل حسنها وجمالها الذي كانت عليه في الصباح وهي ذاهبة للدراسة لكن السعيد هو الذي تغير وتغير للابد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق