الأحد، 8 نوفمبر 2009

هل نحن نصنع التاريخ أم التاريخ هو الذي يصنعنا

هل نحن نصنع التاريخ أم التاريخ هو الذي يصنعنا



منذ مدة لست طويلة أطل علينا احد شيوخ الفساد و الإجرام في الجزائر وهو يلبس ثوب الوطني الضحية ويتمسح بالعروبة والعربية رغم انه من من يسمون بحزب فرنسا . اطل علينا ونفي مسؤوليته من كل ما حدث في الجزائر من سنوات دمار وحروب وإجرام وتبرءا من كل ما حدث في الجزائر خلال وتحت حكمه وبأمره بل وطلب من الجزائريين أن يتركوا التاريخ وحده يحكم علي مدي صحة خياراته والقرارات التي اتخذها ومدي تأثيره علي الجزائر . نعم نجلس ونترك الزمن يمر وننتظر أن ينصرنا التاريخ أو أن ينصره هو ويمجده .

خلال قراءة لعبارة التاريخ وانه وحده سيقرر وسيحكم حاولت أن أتذكر مرة واحذ-ة نصرنا فيها التاريخ أو أنصفنا كشعوب عربية أو إسلامية فرغم كل ما عانيناه من استعمار وقتل وتدمير فالتاريخ لم ينصفنا يوما .فالتاريخ يكتبه الأقوياء بأيديهم ويشكلونه حسب أهوائه ويصنعونه كيفما شاءوا فكيف له أن ينصفنا أو نحتكم إلي التاريخ لحل اختلافاتنا ونزاعاتناونحن لسنا من الشعوب القوية .فالعرب خاصة والمسلمون عامة لم ينصفهم التاريخ يوما فرغم كل ما قدموه للعالم من حضارة وعلوم وفنون وكل التطور الذي العلم بأسره مدين للمسلمين بجزء كبير منه لم ينصفهم فهو في التاريخ دائما مجموعة من الأعراب احتلوا الدول بالسيف فوق الجمال ويهوون الجنس ويحبون شراء الجواري فأي أنصاف هذا .

أما إذا عدنا للتاريخ الجزائر الحديث فحدث ولا حرج فحت التاريخ الذي هو تاريخنا وكتبناه بأيدنا .و الذي كان من المفروض أن يكون منصفا ظلمنا إلي ابعد الحدود فالثورة الجزائرية المباركة التي شارك فيها غالبية الشعب الجزائري وقدم فيها الغالي و النفيس بالتضحيات والدماء . انتهي بها الأمر مقتصرة علي فئة معينة استحوذت عل السلطة وكتبت التاريخ وفقا لما رأته يناسبها ونسبت الثورة لنفسها فحجمت الثورة في حزب واحد ونسبتها إلي أشخاص محدودين علي حساب غالبية الشعب الجزائري فأصبح هناك من يسمون بالمجاهدين وهناك البقية التي لا ندري مع أي طرف كانت إبان الثورة وماذا كانت تفعل خلالها حسب تاريخنا . بل افضع من هذا تم إسقاط شخصيات تاريخية صنعت التاريخ فعلا وتم نفي بعضها وتم قتل البعض الأخر دون حتي أن يشار إليهم في التاريخ الجزائري الذي كتبه جزائريون فأسقطت أسماء كاسم محمد بوضياف من التاريخ فقلة هي من درست أو سمعت باسمه في التاريخ الجزائري قبل أن يعود ويغتال علي يد نفس الأيدي ونست شخصيات ك كريم بلقاسم الذي لا علم لأحد إلي غاية اليوم كيف ولماذا قتل . ضاع دم شخصية مثل عبان رمضان الذي اغتل هو كذلك ولن نسمع بتفاصيل اغتياله إلا ماخرا كما أن التاريخ الذي كتبناه نحن بأيدينا لم يشر يوما إلي الضحايا من المدنين و الناشطين السياسين الذين تم اغتيالهم وسجنهم بمجرد استقلال الجزائر ودخول جبهة طنجة وتونس في صراع علي السلطة والي اليوم هناك دماء أهدرت لن يسمع بها ولن ينصفها التاريخ لان التاريخ يصنعه الرجال وليس هو من يصنعهم فكم من شخصيات ذهبت في غياهب النسيان وكأنها لم تكن فقط لان من كتب التاريخ تعمد إسقاطها وطبعا فمثل هذه الأحداث ستموت وتدفن مع أصحابها ولن يعلم بها أي شخص وكم هي القضايا الكثير التي بقيت مبهمة وغامضة في التاريخ البشري إلي غاية اليوم فكيف نترك هذا التاريخ يقرر من المذنب ومن الضحية .


إن الحقيقة ليست ما يمليه علينا التاريخ حتما بل الحقيقة هي قناعة التي نصل إليها و اليقين الذي لا يكون إلا عن طريق البحث المستمر عن هذه الحقيقة . فكم هي كثيرة الأكاذيب التي تضمنها التاريخ وأصبحت مرجعا وقناعة لدي البعض .

فاغلب المجرمين والسفاحين يتمنون أن يترك قرار الحكم علي أفعالهم وماضيهم لتاريخ لقناعتهم بان التاريخ هو لعبة الأقوياء الذين يفصلونه حسب أهوائهم كما أن التاريخ حتي لو ذكر الحقيقة و اقرها فذك لن بغير شيء لان الحكم الصادر عنه طويل المدى وحتما سيكونون تراب عندما يتفطن التاريخ لأفعالهم وجرائمهم فكم هي جميلة عدالة التاريخ التي لا تنجم عنها أي عقوبة بل مجرد كلمات تكتب من احدهم مشكوك في صحتها .

فلماذا إذن نترك التاريخ يقرر مكاننا ويحكم علي صحة وسلامة أفعال أشخاص هم علي قيد الحياة ويمكن أن تستخرج الحقيقة القاطعة و اليقين في وجودهم قبل أن يموتوا وتدفن معهم الحقيقة كغيرها من الحقائق التي دفنت من قبل دون أن يعاقب المتسببون فيها .

فالمتسببون في مأساة الجزائر يموتون الواحد تلوي الأخر يموتون وهم ينعمون في أموال ملطخة بدماء الجزائريين يموتون ليحلوا بين يدي من هو اعد من كل هؤلاء ليقتص للضحايا منهم و احمد لله أن لنا رب لا يظلم عنده احد .

لكن أما أن لنا أن نستفيق ونحاول أن نكتب التاريخ بأيدينا كشعوب بدل أن نترك فئة قليلة تكتب تاريخ بلد بشعبه وتاريخه وماضيه ومستقبله أما آن لنا أن نعيد النضر في التاريخ الذي كنا ندرسه لأجيال ونضن انه حقيقة لا تشوبها شائبة .



سلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق